عاد إلى منزله بعد يوم اعتاده شديد الملل ، ومعاناة لم تعد ضيف غريب على كل شئ في حياته ، دخل غرفته ثم أخذ ينتزع ثيابه من فوقه ويلقي بها على سريره برسم شديد الانتظام ، نظر إلى أُمه الجالسة فوق سَريرهُ مستندةً على الحائط في أبعدِ أركانِ السرير نظرةً تحملُ من الشوقِ ما تحمل ، ثم استدار تجاه مكتبه الكائنِ في الجانبِ الآخر من غرفته ، سحب كُرسِّيه ثم جلس ببطءِ شديدِ على المكتب وهو يحدق النظر في زُملاء عمله وهم يبعثرون في أوراقه ويمزقونها ويعبثون في أقلامه ويلقونها ، تجاهل ما يصنعون وابتعد بكُرسِّيه عن مكتبه قليلا ثم انحنى قليلاً وهو لا يزال فوق الكُرسِّي جالس مطلقا نظرات البحث عن رفقاءه وأقرب أصدقاءه ، لكن البحث لم يفلح ولم يجدهم تحت مكتبه - ذاك المكان الذي اعتاد أن يشاهدهم فيه دائما - وقد تناسى أنهم منذ أشهر ليست قليلة قد هجروا مكانهم هذا ، عاد إلي وضعه واقفا ثم إلتف في الغرفة بنظراته ملقيا إياها على جميع تفصيلاتها ، وأخواته اللاتي تجلسن فوق رف المكتبة يرتبون كُتبها أحيانا ويحرقونها في أحيانِ أُخر ، حتى وقعت عيناه على حبيبته ، تلك التي يراها ساكنة دائمة تحت شرفة غرفته ، جالسة على الأرض في وضع طفولي شديد الحزن لم تكشف عن وجهها النقاب بعد ، يقترب منها متمنيا رؤية وجهها للمرة الأولى وإن قُدِّر لها أن تكون الأخيرة لكن دون استجابة ، يستدير نحو سريره مرة أخرى مستلقيا عليه جسده عازما على ألا يعود في الصباح إلى هذه الحياة مرة أُخرى .
Friday, February 19, 2010
Monday, May 4, 2009
صوتك
Wednesday, March 4, 2009
لن أرتضي إلاكي
أوجست في نفسي خيفة أن أهواكي
فصاح قلبي.. ما من سواكي
وظلت عاكفاً على بابك ناظراً رضاكِ
فأشفقت عليّ سماء الدنيا ولم تراني سماكي
وتعالى صوتي بالنداء.. لن أرتضي إلاكي
وإليكي حتما سأرتحل أينما كان مرساكِ
فدعيني بصمتِ أهواك أو أهوى الصمت بعيناكِ
وأُداعب أمواج الشوق وأُغازل بالدمعِ جفاكِ
ولئنكِ يوماً ما عدتي فكفاني بأحلامي أراكي
وكفاني أُعانق ذكراكِ وكفاني بخيالي لقاكِ
Friday, January 2, 2009
غاضبون
نزار قباني
الغاضبون
يا تلاميذَ غزَّةٍ...
علّمونا..
بعضَ ما عندكمْ
فنحنُ نسينَا...
علّمونا..
بأن نكونَ رجالاً
فلدينا الرجالُ..
صاروا عجينا..
علِّمونا..
كيفَ الحجارةُ تغدو
بينَ أيدي الأطفالِ،
ماساً ثمينَا..
كيفَ تغدو
درَّاجةُ الطفلِ، لُغماً
وشريطُ الحريرِ..
يغدو كمينَا
كيفَ مصّاصةُ الحليبِ..
إذا ما اعتقلُوها
تحوَّلتْ سكّينا...
يا تلاميذَ غزَّةٍ
لا تُبَالوا..
بإذاعاتنا..
ولا تسمَعُونا..
إضربوا..
إضربوا..
بكلِّ قواكمْ
واحزموا أمركمْ
ولا تسألونا..
نحنُ أهلُ الحسابِ..
والجمعِ..
والطرحِ..
فخوضوا حروبكمْ
واتركونا..
إنّنا الهاربونَ
من خدمةِ الجيشِ،
فهاتوا حبالكمْ
واشنقونا...
نحنُ موتى...
لا يملكونَ ضريحاً
ويتامى..
لا يملكونَ عيونا
قد لزمنا حجورنا...
وطلبنا منكمُ
أن تقاتلوا التنّينا
قد صغرنا أمامكمْ
ألفَ قرنٍ..
وكبرتُمْ
-خلالَ شهرٍ- قرونا
يا تلاميذَ غزَّةٍ
لا تعودوا...
لكتاباتنا.. ولا تقرأونا
نحنُ آباؤكمْ..
فلا تشبهونا
نحنُ أصنامكمْ..
فلا تعبدونا..
نتعاطى القاتَ السياسيَّ..
والقمعَ..
ونبني مقابراً...
وسجونا
حرِّرونا
من عُقدةِ الخوفِ فينا..
واطردوا
من رؤوسنا الأفْيونا..
علّمونا..
فنَّ التشبُّثِ بالأرضِ،
ولا تتركوا..
المسيحَ حزينا..
يا أحبّاءنا الصغارَ..
سلاماً..
جعلَ اللهُ يومكمْ
ياسمينا
من شقوقِ الأرضِ الخرابِ
طلعتمْ
وزرعتمْ جراحنا
نسرينا
هذهِ ثورةُ الدفاترِ..
والحبرِ..
فكونوا على الشفاهِ
لُحونا..
أمطِرونا..
بطولةً، وشموخاً
واغسلونا من قُبحنا
إغسلونا..
لا تخافوا مُوسى
ولا سحرَ موسى..
واستعدّوا
لتقطفوا الزيتونا
إن هذا العصرَ اليهوديَّ
وهمٌ..
سوف ينهارُ..
لو ملكنا اليقينا..
يا مجانينَ غزَّةٍ
ألفُ أهلاً...
بالمجانينِ،
إن هُم حرّرونا
إن عصرَ العقلِ السياسيِّ
ولَّى من زمانٍ
فعلّمونا الجنونا..
Tuesday, December 9, 2008
ما تقولوا ماء
كتبت حاجتين بالعامية بمناسبة العيد يارب مايكونوش تقال
كل سنة وانتوا طيبين وبخير دايما
وعيد سعيد
(1)
ماتقولوا ماء
ما تقولوا ماء
ما الفرق تقريبا صغير مش كبير
وكمان سنة
هتقولوا ماء
من الصغير للكبير
لو كان قصير او طويل
او حتى كان مالهوش مثيل
الصوت هيبقى عالي يشبه للنعير
ماتقولوا ماء
او ماتقولوش
هي الضحية جاية جاية
ماتقلقوش
مش شرط تبقى في العيد عيدية
ولا حتى تبقى ليتها ليَّة
هي كده ..
ماتسألوش
وبكرة يجيي الدور عليك
انت وهي
ماتزعلوش
هتقولوا ماء
(2)
عيد سعيد
بيقولوا عيد سعيد
وزحمة عارفها
ولحمة شايفها
وكمان عيدية ولبس جديد
وهو فين اصلا سعيد ؟؟
سعيد يا عيد ؟؟
ولا ده عيد يومه سعيد ؟؟
طب هو فين اصلا سعيد ؟؟
سعيد ده كان عيده ده عيد
مايتوصفش ولا يتحكيش
وفرحته ابدا في يوم
ماتتنسيش
ده كان في يوم العيد سعيد مايرتضيش
غير عيد سعيد
دلوقتي العيد من غير سعيد مابيبتديش
وينادي يسأل
هو فين أصلا سعيد ؟؟
نقول خلاص انسى يا عيد
يقول " سعيد غيره ماليش "
ومن غير سعيد
عمري ما هبقى عيد سعيد
Wednesday, November 26, 2008
حقيقة الدنيا ... بطيخة
يا حبيبتي ليه بتزعلي ؟؟!!
دانا كل أملي للحقيقة توصلي
انا عارف إنك ماحصلتيش
قبل كده
ولا مرة تانية هتحصلي
لكن الحقيقة كده وكده
بطيخة خضرا بنشتريها
وغيرنا حمرا بيلاقيها
ماتفكريش ولا تسألي
بالعكس حاولي تعَقَّلي
كل اللي مش فاهم كده
إن الحقيقة مش كده
لكن كده
غيرنا يشوفها
واحنا غيره بنشوفها
وياريته يفهم كده وكده
وانتي
من تاني لسه بتسألي
ولسه عايزة تكملي
بُعدك ومني بتزعلي
وماتعرفيش
ان الحقيقة كده وكده
حزن وسعادة
طيبة وجمود
عدم ووجود
نقص وزيادة
فعينيكي سادة وفعيوني عادة
مرة لذاذة ومرة مزازة
دنيتنا كورة مدورة
بطيخة خضرا محجرة
وبرده حمرا مسكرة
حاولي بجد تصدقي
وحياه جديدة تبدأي
تتأملي
هتكملي
وهتعرفي
وهتوصلي وتوصَّلي
إن الحقيقة كده وكده
Monday, November 10, 2008
نفسي
نفسي أخرج من إزازة حبي ليكي
نفسي قلبي يقوى لما يشوف عينيكي
نفسي أبعد
نفسي أنسى
نفسي ابطل أشتريكي
نفسي أعرف ابتسم
والفرحة جوة عيني مرة تترسم
نفسي الدنيا ماتقاسيش معايا
نفسي الدمع وحده مايواسيش هوايا
نفسي أكسرها الإزازة
نفسي ادوق حاجة غير طعم المزازة
نفسي احس بلهفة مرة وخوف عليا
نفسي بس عارف مش بإيدك
ولا مرة كان عمره بإيديا
حتى الإزازة
كان نفسي أكسرها لكن
مش بإيدي
عمري كله كنت عايشه فيها ساكن
ساكن في نار مابتنتهيش
وحلم نفسي يبتدي مابيبتديش
نفسي ونفسي ونفسي ونفسي
نفسي اكسرها الإزازة لكن غصب عني
الحنين لعنيكي جواها سجنّي
لهفتي والخوف عليكي فيها قتلني
وانتهى وياكي عمري
واتكتب في الحب قدري
وانتهت كل الحكاية
واتقسم تبقى النهاية
ألقى في الإزازة قبري