Friday, January 2, 2009

غاضبون




نزار قباني


الغاضبون



يا تلاميذَ غزَّةٍ...


علّمونا..


بعضَ ما عندكمْ


فنحنُ نسينَا...


علّمونا..


بأن نكونَ رجالاً


فلدينا الرجالُ..


صاروا عجينا..



علِّمونا..


كيفَ الحجارةُ تغدو


بينَ أيدي الأطفالِ،


ماساً ثمينَا..



كيفَ تغدو


درَّاجةُ الطفلِ، لُغماً


وشريطُ الحريرِ..


يغدو كمينَا



كيفَ مصّاصةُ الحليبِ..


إذا ما اعتقلُوها


تحوَّلتْ سكّينا...



يا تلاميذَ غزَّةٍ


لا تُبَالوا..


بإذاعاتنا..


ولا تسمَعُونا..



إضربوا..


إضربوا..


بكلِّ قواكمْ


واحزموا أمركمْ


ولا تسألونا..



نحنُ أهلُ الحسابِ..


والجمعِ..


والطرحِ..


فخوضوا حروبكمْ


واتركونا..



إنّنا الهاربونَ


من خدمةِ الجيشِ،


فهاتوا حبالكمْ


واشنقونا...



نحنُ موتى...


لا يملكونَ ضريحاً


ويتامى..


لا يملكونَ عيونا



قد لزمنا حجورنا...


وطلبنا منكمُ


أن تقاتلوا التنّينا



قد صغرنا أمامكمْ


ألفَ قرنٍ..


وكبرتُمْ


-خلالَ شهرٍ- قرونا



يا تلاميذَ غزَّةٍ


لا تعودوا...


لكتاباتنا.. ولا تقرأونا


نحنُ آباؤكمْ..


فلا تشبهونا


نحنُ أصنامكمْ..


فلا تعبدونا..



نتعاطى القاتَ السياسيَّ..


والقمعَ..


ونبني مقابراً...


وسجونا



حرِّرونا


من عُقدةِ الخوفِ فينا..


واطردوا


من رؤوسنا الأفْيونا..



علّمونا..


فنَّ التشبُّثِ بالأرضِ،


ولا تتركوا..


المسيحَ حزينا..



يا أحبّاءنا الصغارَ..


سلاماً..


جعلَ اللهُ يومكمْ


ياسمينا


من شقوقِ الأرضِ الخرابِ


طلعتمْ


وزرعتمْ جراحنا


نسرينا



هذهِ ثورةُ الدفاترِ..


والحبرِ..


فكونوا على الشفاهِ


لُحونا..



أمطِرونا..


بطولةً، وشموخاً


واغسلونا من قُبحنا


إغسلونا..



لا تخافوا مُوسى


ولا سحرَ موسى..


واستعدّوا


لتقطفوا الزيتونا



إن هذا العصرَ اليهوديَّ


وهمٌ..


سوف ينهارُ..


لو ملكنا اليقينا..



يا مجانينَ غزَّةٍ


ألفُ أهلاً...


بالمجانينِ،


إن هُم حرّرونا



إن عصرَ العقلِ السياسيِّ


ولَّى من زمانٍ


فعلّمونا الجنونا..

3 comments:

قيـ ـثارة said...

تحفة بجد
احلى حاجة فعلا فيها انها مش خاضعه للعقل
مش هانحسبها ازاى بس هى لازم تيجي كده
اصلها مش هاتنفع غير كده
ربنا ينصرهم ويقوى عزمهم

ربنا يكرمك يا على

houda said...

موضوع جميل كلمات متناسقة ومعناها اجمل عشان كل معنى فيه حقيقة عن ناس خايفة ناس بتعرف حب المال والنفس ما تعودتش تضحي بنفسها عشان ناس ثانية تعيش ناس نسيت ايه حب الوطن ايه حب الناس نسيت ايه تضحية ناس اتعودت خلاص تعيش بالكره اللي جواها اتعودت تسرق حق دا وتخون دا عشان تعيش ومش مهم الناس الثانية احنا مش قدي الطفل الي بيرمي الحجارة ومش قدي ام بتحاول تتصدى للرصاصة قيل ما تصيب ابنها احنا ولا حاجة وجود ما لوش لازمة
تحياتي وربنا معايهم

§a§a said...

للاسف يا على المسلمين كلهم اصبحوا لا شىء ويكفى طفل صغير من غزة يعلمنا معنى الصمود ومعنى التضحيه من اجل دينه ووطنه واهله

غزة تغرق فى دماء الشهداء

ولكن صبرا ال غزة ان وعدكم الجنه

هما رجال عاهدوا الله على القتال مهما طال

وينصرهم الله بإذن الله فى ظل خيبه العرب والمسلمين


تحياتى