لسوف أعود يا أمي ... أقبل رأسك الزاكي
أبثك كل أشواقي... وأرشف عطر يمناكي
أمرغ في ثرى قدميكِ... خدي حين ألقاكِ
أروَّي الترب من دمعي... سرورا في محياك
فكم أسهرتِ من ليل... لأرقد ملء أجفاني
وكم أظمأت من جوف... لترويني بتحناني
ويوم مرضت لا أنسى ... دموعا منك كالمطرِ
وعينا منك ساهرة ... تخاف عليّ من خطرِ
ويوم وداعنا فجرا ... وما أقساه من فجرِ
يحار القول في وصف ... الذي لاقيتي من هجري
وقلت مقالة لا زلت ... مذكرا بها دهري
محالا أن ترى صدرا ... أحن عليك من صدري
ببرك يا منى عمري ... إله الكون أوصاني
رضاؤك سر توفيقي ... وحبك ومض إيماني
وصدق دعاؤك انفرجت ... به كربي و أحزاني
ودادك لا يشاطرني ... به أحد من البشرِ
فأنت النبض في قلبي ... وأنت النور في بصري
وأنت اللحن في شفتي ... بوجهك ينجلي كدري
إليك أعود يا أمي ... غدا أرتاح من سفري
ويبدأ عهدي الثاني ... ويزهو الغصن بالزهرِ
ليتك يا امي تكوني عني من الراضيين
ليتني يا امي اكون كما تأملين
امي
مهما قيلت في حقك الاشعار
ومهما تغني بك الشعراء
فلن يقدرونك قدرك